الجمعة، 27 مايو 2011

استفت ِ شعبك

     على الضفة الأخرى من المتوسط، إلى الشمال تقريبا من شرقنا العربي، يوجد تكتل اقتصادي وسياسي يسمى الاتحاد الأوروبي، تختلف الشعوب المنضوية تحته في كل شيء، اللغة والعرق والطائفة والتاريخ المليء بالحروب والدماء بينهم، وتجمعها المصالح فقط، أنشيء في السابق لتوحيد أوروبا من المد الشيوعي، لكنه الآن يعتبر مثالا للرخاء والازدهار والرفاه، ومن منا لا يحسدهم على حياتهم؟!

     ومع ذلك، وحين تحاول إحدى الدول الأوروبية الانضمام لهذا الاتحاد، وغالبا ما تكون هذه الدولة من المعسكر الشرقي سابقا حيث الفقر والبطالة والاضطهاد، يجري استفتاء شعبي لسكان هذه الدولة ليقرر الشعب مصيره ومستقبله، ولا يتم الانضمام بخبر يـُقرأ في الصحف أو مقابلة مـُقتضبة لمسؤول حكومي على التلفزيون الرسمي، وللتذكير، أنا أتحدث عن الاتحاد الأوروبي، حيث المال والحريات واحترام الذات البشرية ومغريات الحياة بالنسبة لشعوب شرق أوروبا !!

     أما في الأردن، فقد قررت الحكومة الرشيدة والإصلاحية الساعية للديمقراطية الحقيقية والشفافية الانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي، دون إعطاء شرح كاف حول حيثيات هذا الانضمام وما سيترتب عليه هذا القرار، مستغلين بساطة الناس في نظرتهم للنفط الشهي، ومكتفين بما يتداولونه حول فرص عمل وعقود ونقود ومصالح سرابية.

     مطلوب من الحكومة عرض الفكرة بتفاصيلها على الشعب الأردني، كي نفهم ما لنا وما علينا، ثم اجراء استفتاء شعبي حول قرار الانضمام، فالشعب الأردني ليس قاصرا أو مراهقا كي تقرر عنه حكومة مشكوك في نزاهتها مصيره.

هناك تعليق واحد:

  1. http://haithamalsheeshany.wordpress.com/wp-admin/post.php?post=434&action=edit

    :)

    ردحذف